هذا هو ما تعودنا عليه فى مصر .. إهمال للتاريخ والقيم الثقافية والمعنوية كلها ، وذلك - فى رأيى - نظراً للطبيعة شديدة المادية للنظام الحاكم ، وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم "الناس على دين ملوكهم" ، فعندما يكون النظام مادياً وديكتاتورياُ فى نفس الوقت - وإن تظاهر بعكس ذلك - فإن حكومته ستكون على شاكلته (وإلا فلم يكن ليقوم بتعيينها) ، وعلى ذلك تسرى وتستشرى المادية فى جميع شرايين المجتمع حتى تصل إلى ذلك "الغلبان" يوسف محمد نجيب ، الإبن الأصغر لأول رئيس للجمهورية .. فى رأيى .. أرحموا عزيز قوم ذل! فى رأيى .. كفى بها علة أن يكون أبناً لرئيس مصرى سابق حتى ينئى به عن مهانة العمل سائقاً لدى الغير .. نعم هى مهنة شريفة يتكسب منها كثير من إخواننا الشرفاء .. ولكن قال الله عز وجل "وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات" ، فأن نجحد بلد مثل مصر تاريخ رئيس سابق لها ، وأن تترك أبنائه ليصلوا إلى هذا الحد من الدرجات ، أنما هى إهانة تصيغ لأعدائها ما تعيروها به .. وإننى أتخيل أنه لو هذا هو الحال فى شركة لخافت على صورتها Corporate Image ولأغنت من هو فى مثل هذا الموقف عما قد يسوء إلى مظهرها كشركة محترمة .. فما بالكم بالدولة؟!!
منقول عن موقع العربية نت: