بمجرد أن فتحت جريدة الجمعة وجدت ملحقاً جديداً غريباً هو ملحق "القوات المسلحة" ، وما قرأته حتى أستشعرت جو النظام البائد ، فكل ما فيه هو عبارة عن أكاذيب هى بالضبط عكس ما يحدث على أرض الواقع ، مع كثير من التهليل والتطبيل والتحدث عن الأمجاد والإنجازات ، والله كأنى بهم يتحدثون عن مبارك قبل الثورة ، ألا يفهم هؤلاء أن الشعب ما عاد على الحياد؟ ألا يفهم هؤلاء أن الشعب أصبح يقيم الكلام و يفرز الغث منه والثمين ويعرف جيداً الصادق منه والكاذب؟
أعجبنى جداً ما قاله طلعت السادات عندما قال: بقى الشباب يهدموا الحيطة اللى كان الشعب كله ماشى جنبها ، ويكسروا حاجز الخوف ، ويسقطوا نظاماً نهب البلد وبغى واستكبر وتفرعن فيها ، ثم بعد ذلك يتم تكوين وزارة لا يوجد بها شاب واحد! لسه هنجيبلهم بابا جدوا تااانى؟! رئيس وزراء بريطانا عنده 35 سنة ، الإنجليز دول هبل يعنى؟! أوباما عنده 45 سنة!! هاتيلى وزير واحد فى الوزارة الجديدة دى عنده 45 سنة!! الشباب هو من يملك القوة والحيوية والمبادرة والفكر والدماء الجديدة التى تحتاج إليها مصر للخروج من عسرتها. أنتهى كلام طلعت السادات.
وأنا أضم صوتى لصوت طلعت السادات وأزيد ، ليس فقط السن هو ما نريد التخلص منه من بقايا النظام البائد ، ولكنى أيضاً أرى أن عدم محاسبة الكبار و التطبيل والتهليل لمن فى يديه السلطة حتى وإن كان للمجلس العسكرى ، والبطء الشديد فى التطوير التغيير والتنمية ، والبطء الشديد فى الإستجابة للمطالب الشعبية البسيطة وأولها محاكمة المسؤلين عن دماء شهداء الثورة ، حتى عاصمة جهنم جهاز أمن الدولة الذى أعتقدنا أنه تم حله أو هكذا أعلنوا لنا ، قرأت اليوم أنه فى جامعة الأسكندرية طلب عمداء الكليات القائمة ذاتها لمرشحى أنتخابات الإتحادات الطلابية التى كان يطلبها جهاز أمن الدولة فى العهد البائد ، فماذا يعنى هذا؟ قد يعنى هذا أن ما تغير هو فقط الأسماء والأشكال ولكن طريقة العمل كما هى ، وأنا أتساءل هنا ، متى ستعيش مصر حرية حقيقية؟!!
