إن من أسباب نزاهة العملية الإنتخابية هو عدم القيام بأية دعاية انتخابية تنطوي على خداع الناخبين أو التدليس عليهم ، وعدم استخدام أسلوب التجريح أو التشهير بالآخرين في الدعاية الانتخابية ، وتفعيل مبدأ تكافؤ الفرص في استخدام وسائل الإعلام الرسمية المرئية والمسموعة والمقروئة.
جميعنا عايش تلك الحملة الإعلامية الشرسة على د.محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين ، والتى تضمنت كل أسباب تجريد أى عملية إنتخابية قادمة من نزاهتها من خداع وتدليس وتجريح وشهير على مدار عام كامل ، ولا زالت مستمرة حتى الآن ، بل وقد زاد على تلك الأسباب بعد 30 يونيو إنضمام وسائل الإعلام الرسمية - والتى يتم الإنفاق عليها من المال العام للدولة - إلى تلك الحملة السوداء الشعواء.
إذاً دعاوى الوسطاء لإيجاد حل للأزمة يتم من خلاله خروج د.محمد مرسى الآن من السلطة ، فيه ظلم كبير للدكتور مرسى وللإخوان المسلمين ، مهما سمى بـ "خروج مشرف" أو غيره! وأيضاً الدعوة لإنتخابات سواء برلمانية أو رئاسية بعد كل هذا التشويه سوف لن تكون دعوة عادلة ولا نزيهة!
لم يأخذ الإنقلابيون فى حساباتهم وهم يخططون ويدبرون لهذا الإنقلاب الناعم منذ فوز الإخوان المسلمون بالإنتخابات ، لم يأخذوا فى حساباتهم الوصول إلى تلك النقطة المغلقة ، نقطة اللا تقدم واللا عودة!
ما أشبه اليوم بالبارحة .. تحضرنى تلك الكلمات حين كنا نرددها خلال الثمانية عشر يوماً قبل تنحى مبارك ، لقد كنا جميعاً واقفون عند تلك النقطة الجامدة الحرجة ، كنا لا نعرف ماذا ستأتى لنا به الساعة التالية ، كل منا ذهب فيما ذهب إليه من تكهنات وتوقعات ، حتى يسر الله لنا أسباب فرجه على يد ذى مصلحة (المجلس الأعلى للقوات المسلحة) ، فهل ييسر الله لنا أسباب الفرج هذه المرة على يد ذى مصلحة أيضاً؟!! هذا ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة.
No comments:
Post a Comment