Tuesday, November 29, 2011

اليوم الأول فى أول إنتخابات برلمانية مصرية نزيهة



يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏ .. صدق الله العظيم

الحمد لله الذى دحض وحده مكر الماكرين ، أعداء الديمقراطية ، الذين فعلوا ما يستطيعون وما لا يستطيعون من أجل عرقلة الخطوة الأولى على طريق الديمقراطية الحقيقية فى مصر ولأول مرة منذ عقود طويلة ، إنها "الإنتخابات البرلمانية".
لقد وطأوا بإشعال أحداث شارع محمد محمود ، ثم أستعانوا بأعداد الشهداء والجرحى الذين سقطوا فى تلك الأحداث - وهم مسئولون عنهم - ليصوّروا لنا الحالة الأمنية على أنها منهارة تماماً وأن مصر على أبواب حرب أهلية وفوضى لن تسمح لنا بإجراء أنتخابات نزيهة فى ظلها ، حتى وصل الخوف إلى قلبى أنا شخصياً من تعكير صفو الإنتخابات بأحداث شغب أو بلطجة أو حتى هرج ومرج فى طوابير اللجان الإنتخابية وحولها ، حتى أننى قد وصلت إلى لحظة لم أكن أستطع أن آخذ قراراً (تأجيل الإنتخابات أم إجرائها فى موعدها) وهذا على غير عادتى ، فأنا دائماً ما أخذ قرارى مبكراً ، ودائماً ما أعمل على إقناع من حولى بذلك القرار. وجاء اليوم الأول للإنتخابات ، وكلنا يقف فى حالة ترقب ، ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بما سيكون علية حال سير العملية الإنتخابية إلا الله وحده.
لقد كانت دهشتى بنفس قدر سعادتى ، فقد حدث ما كنّا نتمناه جميعاً وكأننا نعيش حلماً جميلاً ، وكأننا قد قمنا بنقل الإنتخابات إلى بلد آخر ينعم بالأمن التام والإستقرار الشديد. إنه لشئ مشرف ومشجع فى نفس الوقت ، فبعد أن كنت متخوفاً من عملية "مبيت الصناديق" الإنتخابية فى اللجان إنتظاراً للتصويت فى اليوم الثانى ، قد أصبحت فى منتهى الطمأنينة ، ولا يساورنى أدنى شك فى أن الصناديق لن يمسها سوء.
إن من يحرس اللجان الإنتخابية هو نفسه من حرس ثورة 25 يناير وثوارها فى ميدان التحرير ، وهو نفسه من حرس الإستفتاء على التعديلات الدستورية ، إنه الله عز وجل ، وكفى بالله حفيظاً ، فوالله لو أستعان الجيش المصر بجيش مثله ما أستطاع الجيشان معاً تأمين الإنتخابات وتسييرها بالمرونة والهدوء التى مرت بهما ، وما أستطاعا معاً أن يضفيا على طوابيرها تلك السكينة والطمأنينة والإبتسامة الممتلئة بالأمل فى رحاب الغد، نعم إنها العناية الإلهية وحدها.
لقد قلت عقب نجاح ثورة 25 يناير: "وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى" ، والآن أقول: "الّذِينَ قَالَ لَهُمُ النّاسُ إِنّ النّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوَءٌ وَاتّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنّمَا ذَلِكُمُ الشّيْطَانُ يُخَوّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مّؤْمِنِينَ" .. صدق الله العظيم.
لقد ذهب الخوف بلا رجعة ، فهنيئاً لكم يا أهل مصر ، هنيئاً لكم فقد عادت لكم مصركم مرة أخرى ملكاً خالصاً لكم ، لا ينازعكم فيه أحد ، لقد أنتهى عصر الطواغيت ، سوف تحكم مصر من اليوم بشعبها وليس بفراعينها .. الحمد لله

No comments:

Post a Comment